للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول الشاعر:

لا تقنطن فإن الله ذو كرم ... وما عليك إذا تلقاه من بأس

إلا اثنتين فلا تقربهما أبدا ... الشرك بالله والإضرار بالناس (١)

وقد سأل سليمان بن عبد الملك (٢) رجلا من أهل العلم والعمل يقال له أبو حازم (٣) أسئلة كان منها: من أحمق الناس يا أبا حازم؟ فقال أبو حازم: من حط نفسه في هوى رجل ظالم فباع آخرته بدنياه (٤) وقد نصح رجل المتوكل عندما قرب أهل الذمة وولاهم بعض الأعمال التي كان يجب أن يتولاها المسلمون فقال له ضمن كلام طويل وإن أخسر الناس صفقة يوم القيامة من أصلح دنيا غيره بفساد آخرته (٥) وهكذا يفعل من يتجسس


(١) انظر عين الأدب والسياسة وزين الحسب والرياسة، تأليف أبي الحسن بن علي بن الهذيل (٤٠).
(٢) هو سليمان بن عبد الملك الخليفة الأموي ولد عام (٦٠) هـ بويع بالخلافة بعد موت أخيه الوليد بن عبد الملك وكان ذلك سنة (٩٦) هـ وقد توفي سليمان بدابق من أرض قنسرين يوم الجمعة لعشر ليالي خلت من صفر سنة (٩٩هـ -٧١٧) م.
انظر البداية والنهاية لابن كثير (٩/ ١٦٦ - ١٨٣).
وانظر دائرة المعارف الإسلامية (١٢/ ١٧٣، ١٧٤).
(٣) هو هاشم بن بشير بن أبي حازم أبو معاوية السلمي الواسطي كان أبوه طباخا للحجاج بن يوسف ثم بعد ذلك يبيع الكوافخ أي ما يؤتدم به وكان يمنع ابنه من طلب العلم ليساعده على شغله، فأبى الابن إلا أن يسمع الحديث، ومرض هاشم فجاء أبو شيبة قاضي واسط عائدا له، ومعه خلق كثير، فلما رأى والده ما بلغ من أمر ابنه سمح له بطلب الحديث فكان هاشم من سادات العلماء، حدث عنه مالك وشعبة والثوري وأحمد بن حنبل، وخلق كثير كان من الصلحاء العباد وقيل إنه مكث يصلي الصبح بوضوء العشاء قبل موته بعشر سنين، توفي سنة (١٠٨٦) انظر البداية والنهاية لابن كثير (١٠/ ١٨٣، ١٨٤).
(٤) انظر حقوق الإنسان في نظر الشريعة الإسلامية د. عبد السلام الترمانيني (٣٤، ٣٥).
(٥) انظر أحكام أهل الذمة، ابن قيم الجوزية (١/ ٢٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>