للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على المسلمين يصلح دنيا الطواغيت وحكام السوء مقابل دريهمات قليلة فيفسد على نفسه آخرته باستحقاقه للعذاب الأليم.

وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: لما ذكر الظلمة: «من صدقهم بكذبهم وأعان على ظلمهم فليس مني ولست منه، ولا يرد عليَّ الحوض، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني، وأنا منه وسيرد علىَّ الحوض» (١).

الثاني: إن من سيئات التجسس على المؤمنين، أن امتهان هذه المهنة يشيع بين المسلمين فقدان الثقة والشك الدائم بمن حولهم من أهل الخير فتضعف الموالاة ويقل الإخلاص بين المؤمنين بسبب ذلك وربما انقطعت الموالاة والصلة بين الإخوة المؤمنين نتيجة لبعض الشكوك التي يحدثها الظن السيئ والحذر المفرط وهذا من أهم مقاصد الأعداء في زرع الشكوك وإحداث البلبلة بين المسلمين وحكم من يتجسس على المسلمين لصالح أعداء الإسلام وهو القتل (٢) كما فعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - في معاوية بن المغيرة بن أبي العاص حيث أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - زيد بن حارثة وعمار بن ياسر أن يتعقباه ويقتلاه فوجداه على بعد ثمانية أميال من المدينة، المنورة فقتلاه رميا بالنبل (٣).

وكما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع درباس، الذي كان يخاطب المشركين بعورات المسلمين، فصلبه ابن الجارود، فصاح: يا عمراه ثلاث مرات، فأرسل إليه عمر فلما جاءوا به أخذ عمر الحربة فعلا بها لحيته وقال: لبيك يا درباس (٤) ثلاث مرات، فقال: لا تعجل إنه


(١) انظر السنة في الإسلام أو وظيفة الحكومة الإسلامية ابن تيمية (٧) ورواه الترمذي والنسائي انظر جند الله سعيد حوى (٣٩١).
(٢) انظر تفسير القرطبي (١٨/ ٥٢، ٥٣) وانظر الدرر السنية (١/ ٢٣٦).
(٣) انظر غزوة أحد محمد أحمد باشميل (٢٧٩ - ٢٨٠).
(٤) انظر أحكام القرآن لابن العربي (٤/ ١٧٧٠ - ١٧٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>