للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخبيب بن عدي (١) رضي الله عنهما حيث عُذِّب الأول بالنار والشمس واستشهد الثاني مصلوبا بأيدي المشركين، فلم يستجيبا إلى مطلب الكفار، مع عظم ما عرض عليهما من إغراء مقابل النطق بكلمة الكفر (٢).

وظاهر كلام الإمام أحمد بن حنبل (٣) رحمه الله أن الإكراه المعنوي لا يصح به قول كلمة الكفر، بل لا بد من الإكراه بالتعذيب الحسي فإن أحمد لما دخل عليه يحيى بن معين (٤) وهو مريض وتلا عليه هذه الآية فقلب أحمد وجهه إلى الجهة الأخرى، فمازال ابن معين يعتذر ويقول حديث عمار بن ياسر، فلما خرج من عنده قال: أحمد يحتج بحديث عمار وحديث عمار يقول: مررت بهم وهم يسبونك فنهيتهم


(١) هو خبيب بن عدي بن مالك الأنصاري، شهد بدرا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم بعث الرسول - صلى الله عليه وسلم - عشرة من الصحابة رضي الله عنهم كان منهم خبيب فظفر بهم قوم من بني لحيان فقتلوا منهم ثمانيية وبقي خبيب وزيد بن الدثنة فذهبوا بهما إلى مكة وباعوهما إلى قريش، فلبث خبيب عند الكفار مدة ثم خرجوا به من منطقة الحرم، فقتلوه فهو أول من صلب في سبيل الله، انظر أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير (٢/ ١٠٣ - ١٠٥).
(٢) انظر أسد الغابة في معرفة الصحابة، نفس المكان المتقدم.
(٣) هو أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال الشيباني، قدمت أمه بغداد وهي حامل فولدته في ربيع الأول سنة (١٦٤) ونشأ بها وطلب العلم وسمع الحديث من شيوخ بغداد ثم رحل إلى الكوفة والبصرة ومكة والمدينة واليمن والشام والجزيرة، توفي ببغداد لثلاث عشرة ليلة بقيت من ربيع الأول سنة (٢٤١) وله من الكتب المسند في الحديث يحتوي على نيف وأربعين ألف حديث، وله الناسخ والمنسوخ، وله كتاب الزهد، والمعرفة والتعليل، والجرح والتعديل، انظر معجم المؤلفين عمر رضا كحالة (٢/ ٩٦) وانظر دائرة المعارف الإسلامية (١/ ٤٩١ - ٤٩٦).
(٤) هو يحيى بن معين بن عون الغطفاني المري (أبو زكريا) محدث حافظ مؤرخ، عارف بالرجال، أصله من سرخس، ولد بقرية نقيا قرب الأنبار في آخر سنة (١٥٨) وكان أبوه على خراج الري، فخلف له ثروة كبيرة، فأنفقها في طلب العلم، وعاش ببغداد وحدث عن أحمد بن حنبل والبخاري ومسلم، وتوفي بالمدينة وهو قاصد للحج في ذي القعدة سنة ٢٢٣ هـ من آثاره: التاريخ والعلل، ومعرفة الرجال، انظر معجم المؤلفين عمر رضا كحالة (١٣/ ٢٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>