أقول: والسبب في دلالة الجملة الخبرية على الأمر أحياناً بمساعدة القرائن، ليس من استخدام الصيغة الخبريّة في معنى الأمر، ولكنَّ هذه الدّلاَلة آتيةٌ من دلالة اللّزُومِ الفكري.
فوصف الله المؤمنين بأنّ بعضَهُمْ أولياءُ بعْضٍ، وبأنهم يأمُرونَ بالمعروف وينهون عن المنكر، إلى آخر ما جاء في الآية، يدُلُّ باللُّزوم الفكريّ على أنّهم لا يَتَحَلَّون بهذه الصفاتِ إلاَّ بدافعٍ من إيمانِهِمْ وخوفهم من ربّهم، وحرصهم على طاعته فيما أمرهم به، ولو لم تكن هذه الصفاتُ ممّا أمَر الله به لمَا كانَتْ أثراً من آثار إيمانهم الصادق.
ثم إنّ مثلَ هذه الصيغةِ الخبريَّةِ الواردة في الآية والمحفوفة بالقرائن، تدُلُّ على أنّ الأمْر بما جاء فيها من صفاتٍ للمؤمنين، قد كان أَمْراً بالغَ الشّدَةِ والْجَزْمِ، فلم يَكُنْ في وُسْعِ المؤمنين الصادقين إلاَّ الالتزامُ بطاعة اللهِ فيه.
(٢) وقد يُراد من الخبر في الجملة الخبريَّة النهيُ، ومنه:
* قول الله عزَّ وجلَّ في سورة (البقرة/ ٢ مصحف/ ٨٧ نزول) :