للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النَّصَيْنِ السَّابقين، فقال اللهُ عزَّ وجلَّ في سورة (يونس/ ١٠ مصحف/ ٥١ نزول) :

{وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا القرون مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ ... } [الآية: ١٣] .

فجاء الخبر في هذه الجملة مؤكّداً بثلاثة مؤكّدات:

(١) لام الابتداء في "لَقَدْ".

(٢) حرف "قد" الذي من معانيه التحقيق، ويؤتَى به للتأكيد.

(٣) إدخال حرف "مِن" على لفظ "قَبْلهم" مع أنّ الكلام يتمّ بدونها.

المثال الثاني:

في سورة (يس/ ٣٦ مصحف/ ٤١ نزول) قصّ الله عزَّ وجلَّ قصّةَ الرُّسُل الثّلاَثَةِ الّذِينَ أرسَلهم إلَى أَهْلِ قَرْيَةٍ يُقالُ: إنَّها إنطاكيّة، وَيقالُ: إنّ الرُّسُلَ الثّلاثَةَ هُمْ مِنَ الرُّسُلِ السَّبْعِينَ الَّذين أَرْسَلَهُمْ عيَسى عَلَيْهِ السَّلاَمُ إلَى الأقاليم، لِنشْرِ دينِ الله في الأرْض.

فقال الله عزَّ وجلَّ فيها:

{واضرب لَهُمْ مَّثَلاً أَصْحَابَ القرية إِذْ جَآءَهَا المرسلون * إِذْ أَرْسَلْنَآ إِلَيْهِمُ اثنين فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فقالوا إِنَّآ إِلَيْكُمْ مُّرْسَلُونَ * قَالُواْ مَآ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَآ أَنَزلَ الرحمان مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ * قَالُواْ رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّآ إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ * وَمَا عَلَيْنَآ إِلاَّ البلاغ المبين} [يس: ١٣ - ١٧] .

* ففي ابتداءِ الأَمْرِ عَرَضَ الرَّسُولاَنِ عَلَى أصحاب هذِه الْقَرْيَةِ أنَّهمَا رسُولاَنِ يُبَلِّغَانِ تعاليم الدين، فكان بيانهما من قبيل الإِخبار الابتدائي غَيْرِ المقرون بمؤكّداتِ لفظيّة.

<<  <  ج: ص:  >  >>