للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* قولهم: "نهارُهُ صائم" و"لَيْلُهُ قائم" فإسنادُ الصَّيام إلى النهار، والقيام إلى اللّيل، مع أنّ فاعل الصيام والقيام هو الرّجل المتعبّد بداهة، يَعْتَمِدُ على مَدِّ في التصوّر للإِشعار بأنّ النهارَ واللَّيْلَ يَصُومانِ ويقومان معه بمشاعره ووجدانه.

* ما جاء في دعاء الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ إنّي أحْمَدُكَ عَلَى الْعِرْقِ السَّاكِنِ واللَّيْلِ النَّائم".

أي: على العاقية والنْومِ في اللَّيل، فجَاء وصف اللّيْل بالنوم مع أنه وصف لمن ينام فيه، والوصف اختصار لنسبةٍ بَيْنَ رُكْنَيْ إسنادٍ في جملة مفيدة.

* قول الله عزّ وجلّ في سورة (العلق/ ٩٦ مصحف/ ١ نزول) : بشأن الذي ينهى عبداً إذا صلّى:

{كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بالناصية * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ} [الآيات: ١٥ - ١٦] .

جاء في هذا النّصّ وصف الناصية باسم الفاعل: "كاذِبة وخاطئة" مع أنّ الكاذب والخاطىء هو صاحب الناصية، لكنّ الناصية جزءٌ منْهُ، فَجَذْبُهُ من ناصيته لإِذْلاله وتعذيبه يكون بسب كونه كاذباً وخاطئاً، والملابسة والعلاقة بين الناصية وصاحِبها من الأمور الظاهرة.

والوصف كما سبق هو اختصار لنسبه بين ركني إسنادٍ في جملة تامّة، إذْ يُقالُ في هذه الجملة: "ناصيةٌ كاذبة" و"ناصِيةٌ خاطئة".

لَنَسْفَعَنَّ: أي: لنَقْبِضَنَّ وَنَجْذِبَنَّ.

ثالثاً - من اسم المفعول:

* قولي ضارباً مثلاً:

دَارُهُ مَهْجُورَةٌ مِنْ حِبِّه ... ونَعِيمُ الْوَصْلِ لِلْكُوخِ الْبَعِيدِ

ففي هذا إسنادُ اسم المفعول وهو "مهجورةٌ" إلى الدّار، مع أنّ المهجور

<<  <  ج: ص:  >  >>