للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني: "من" البيانيّة، ويكون المضاف إليه فيها جنساً للمضاف، مثل: "سوار ذَهَبٍ - خاتمُ فضْةٍ - ثوبُ قُطْنٍ". أي: سوارٌ من ذهب، وخاتم من فضة، وثوب من قطن.

الثالث: "في" الظرفية، ويكون المضاف إليه فيها ظرفاً للمضاف مثل: "سَهَرُ اللّيْلِ مُضْنٍ - عَمَلُ الصَّبَاح مباركٌ فيه - قُعُودُ الدار يجلب الأكدار" أي: سَهرٌ في اللّيل، وعملٌ في الصباح، وقُعُود في الدار.

الرابع: "كاف التشبيه" ويكون فيها المضافُ مشبَّهاً به، والمضاف إليه مشبَّهاً، مثل: "تساقط لُؤْلُؤُ الدَّمع على ورد الخدود" أي: تساقط الدمْعُ الذي كاللُّؤلؤ، على الْخُدُودِ الّتي كالْوَرْدِ، هذه الإِضافة هي من إضافة المشبّه به إلى المشبه، وملاحظة كاف التشبيه فيها تكون بعد عكس ركني الإضافة.

وهذه الإِضافة المعنوية تفيد واحداً من أمرين:

الأول منهما: تعريف المضاف بالمضاف إليه، إذا كان المضاف إليه فيها واحداً من المعارف، مثل: "مَسْجدُ الرسولِ محمّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" و"تَلوْتُ صفحةً من كِتَابِ اللهِ" إلاَّ أن يكون المضاف متوغلاً في الإِبهام والتنكير مثل: "غير" أو يكون المضاف إليه ضميراً يعودُ على نكرة.

الثاني منهما: تخصيص المضاف بالمضاف إليه، إذا كان المضاف إليه فيها نكرةً من النكرات، مثل: سيف فولاذ أقوى وأصلَبُ من سيف فضّة، أو ضميراً يعودُ على نكرة، مثل: طرق بابي مستوِّلٌ وزوجته. واشتريت ناقةً وَفَصِيلَهَا.

***

ملاحظة: الإضافة التي هي تقدير كاف التشبيه يمكن إدْخالها في الإضافة على تقدير "من" على اعتبار أن لفظ المضاف أُخِذ على سبيل الاستعارة وأُطلق على معنى المضاف إليه، والعلاقة هي التشبيه.

ولهذا اقتصر معظم النحاة على تقدير "اللاّم ومن وفي" بين المضاف والمضاف إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>