للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها إلى معانٍ بلاغيّة سَبَق بيانُ طائفةٍ منها في دواعي ذكر العنصر الّذي يُرادُ الإِعلام به من عناصر الجملة، ويُمْكِن القِياسُ عليها.

فكلمة "لَيْتَ" الَّتي تُسْتَعمل للتَّمنّي قد تستعمل بلاغيّاً في الأمر غير البعيد ولا المتعذّر، للإِشعار مثلاً برفعة منزلة الشخص الذي يُوَجَّهُ لَهُ المطلوب بها، كأن يقول التلميذ الذي يُحِبُّ شيخه ويُعظمه: "لَيْتَكَ تَزُورُني في دَارِي" مع أنّ الشيخ من عادته أن يزور أصْغَرَ تلاميذه.

وقد يؤكّد بـ"إنّ" أو "أنّ" لتنزيل المخاطب منزلة المنكر أو الشّاك.

وقد يُسْتَعْمل مثلاً فعلُ "أصْبَح" الّذي يدلُّ على الدُّخول في الصباح، أو فعل "أضْحَى" الذي يَدُلُّ على الدخول في وقت الضُّحى، مع أنَّ ما حَصَل قد حَصَل باللّيل، للإِشعار بأنّ السُّرُورَ قد قلَبَ اللَّيْلَ فِي مشاعر النفس نهاراً.

وقد يُسْتَعْمَلُ فِعْلُ "أمْسَى" الّذي يَدُلُّ على الدخول في المساء، وفعل "بَات" الّذي يدلُّ على الدُّخولِ في اللّيل، مع أن ما حصل قد حصل بالنهار، للإِشعار بأنّ الْحُزْنَ أو الكرْبَ قد قلَب النهار في مشاعر النفس ليلاً.

إلى غير ذلك من أغراض بلاغيّة كثيرة.

***

(٤) التقييد بالحال

قال النحويّون: الحال وصفٌ لصاحِبها قَيْدٌ لعامِلها الذي هو الفعل أو ما في معناه، فمثل: "جاء زيد راكباً" نلاحظ أنّ الرُّكوبَ وَصْفٌ لزيدٍ حَالةَ مجيئه، فمجيءُ زيْدٍ المفهومُ من "جَاءَ زيد" مُقَيَّدٌ بقيدِ رُكوبه، وظاهر أنّ في هذا القيد مزيدَ فائدةٍ يستفيدها متلَقِّي الْكَلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>