وقد يُؤتَى بالحال لتوكيد عاملها، مثل "وَلَّى مُدْبراً". أو لتوكيد صاحبها، مثل:"جاء التلاميذ كلُّهم جميعاً". أو لتوكيد مضمون جملة مؤلفة من اسمين معرفتين جامِدَيْن، مثل:"هو الحقُّ بَيِّناً".
والتوكيد يعطي مزيد فائدة في الكلام، ومع تربية الفائدة بالحال يمكن الإِشارة بها إلى أغراض بلاغية يَقْصِدُها البلغاء، فمثل قول القائل:"جاء عِليَهُ القوم راكِبين" قد يتضمن الإشارة إلى أنّ الذين لم يأتوا راكبين ليْسُوا من عِلْيَة القوم.
ولا يخفى على ذوّاق البلاغة والأدب تصيُّد النكت والأغراض البلاغية من الحال.
***
(٥) التقييد بالتوابع
سبق في مقدّمة هذا الفصل أن عرفنا أن التوابع هي:
(١) النعت "= الصفة".
(٢) عطف البيان.
(٣) التوكيد.
(٤) البدل.
(٥) عطف النسق، وهو العطف بحرف من حروف العطف.
وأنّها إذا اجتمعت في جملة واحدة كان ترتيبها وفق هذا الترتيب الذي ذُكرت فيه، كما ذكر علماء النحو.