للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولاً - النَّعْت "= الصفة":

النعت: هو تابع يكمّل متبوعَهُ بدلالة على معنىً فيه، أو فيما له تعلُّقٌ به، مثل: "جاءني رجلٌ كريم" و"رَضِيَ بالدّية الأَبْنَاءُ الْمَقْتُولُ أبُوهم".

ما يستفادُ مِن النعت:

(١) يؤتى بالنعتِ لإِيضاح الموصوف به إذا كان معرفة، ويسمَّى الوصْفَ الكاشف، مثل: "فَتْحُ الْبَارِي هو تأليفُ ابْنِ حَجر أحمد العسقلاني" و"تُحْفَةُ الْمُحْتاج لشرح المنهاج هو تأليف ابْنِ حجر أحمد الْهَيْتَمِي" فالعسقلانيُ وصْفٌ كاشف مميّز لابن حجر أحمد مؤلف كتاب "فتح الباري في شرح صحيح البخاري" والْهَيْتَمِي وصْفٌ كاشفٌ مُمَيْزٌ لابن حَجر أحمد مؤلف كتاب تحفة المحتاج لشرح المنهاج" في الفقه الشافعي.

(٢) ويؤتى بالنَّعْتِ أيضاً لتخصيص الموصوف به إذا كان نَكِرةً، أو شبيهاً بالنكرة في شُيوعه، كالمعرّف بـ"أل" الّتي للجنس، مثل: "يرافق المرأة في السَّفر كُلُّ رَجُلٍ مَحْرَمٍ مِنْ مَحَارِمِها" فعبارة "مَحْرَمٍ من مَحَارِمها" وصْفٌ مُخَصِّصٌ لعموم لفظ "رجُل" وجيء بهذا الوصف المخصّص لإِخراج كلّ رَجُلٍ لا يكون مَحْرماً لها.

هذا ما ذكره النحويّون، وقد ذكر علماء البلاغة هاتين الفائدتين للنعت، وأضافوا إليهما فوائد أخرى استنبطوها بأذواقهم البلاغيَّة الأدبيّة، وتابعهم في ذلك فريقٌ من النحويّين، وهي ما يلي:

(٣) تفصيل المنعوت، مثل: "زارني رجلان: فقيه، وطبيب".

(٤) مدح المنعوت، مثل: "الحمدُ للهِ رَبِّ العالَمِين".

(٥) ذمّ المنعوت، مثل: "أعوذُ باللهِ من الشيطان الرجيم".

(٦) التَّرَحُّم، مثل: "لَطَفَ اللهُُ بعبادِه الضُّعَفاءِ".

(٧) الإِبهام، مثل: "تَصَدَّقْ بصَدَقَةٍ قَلِيلَةٍ أَوْ كثيرة".

<<  <  ج: ص:  >  >>