للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٨) التوكيد، مثل: فإِذَا نُفِخَ في الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ ومثل: "أَمْسِ الدَّابرُ لَنْ يَعُود" فلفظ "واحدة" ولفظ "الدّابر" كلُّ منهما نَعْتٌ توكيدي، ومنه توكيد إرادة الحقيقة أو إرادة عموم الأفراد، مثل قوه الله تعالى في سورة (الأنعام/٦) :

{وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأرض وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ... } [الآية: ١٨] .

فَوَصْفُ الطائر بأنّه يطير بجناحيه قد أفاد إرادة الحيوانات التي تطير بأجنحتها دون إرادَة ما يرتفع في الجوّ من غير ذلك كالسُّحُب والأشياء المعنوية غير المرئية، مع إفادة التعيم.

***

ثانياً - عطف البيان:

عطف البيان تابع شبيه بالصفة في إيضاحه لمتبوعه إذا كان معرفة، وتخصيصه إذا كان نكرة، وهو يفارق النعت بأنّ النعت مشتقٌّ أَوْ مُؤَوّلٌ بمشتق، أمّا عطف البيان فجامدٌ دواماً إذَا كان غير جملة، وقد يكون جملة.

ومن عطف البيان ما يقع بعد "أَيْ" أو "أَنْ" التَّفْسِيريتَيْن، أو "إذا" حينما تكون تفسيريّة.

أمثلة:

(١) "أَقْسَمَ بِاللهِ أَبُو حَفْصٍ عُمَر" فلفظ "عُمَر" عطف بيان جيء به لتوضيح الكنية "أبو حفص" وهو ثاني الخلفاء الراشدين رضي الله عنه، والغرض من هذا التوضيح تمييز هذه الكنية عن مشاركي عُمر بن الخطاب بمثلها.

(٢) قول الله تعالى: {أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ} [المائدة: ٩٥] فعبارة "طعام" مضافة إلى مساكين عطف بيان جيء بِهِ لتخصيص النكرة الَّتِي هي لفظ "كفّارة" إذ الكفارة

<<  <  ج: ص:  >  >>