(٤) ألفاظ "كُلّ - جميع - عامّة" ويؤكَّدُ بهَا الجمع من المذكر والمؤنث، فنقول مثلاً: الصَّالحُونَ كُلُّهُمْ، أو جميعهم، أو عامَّتُهم، يدخلون الجنّة يوم الدين" و"الصالحات كُلُّهُنَّ، أو جميعُهُنّ، أو عامَّتُهُنَّ، يدخُلْنَ الجنَّةَ يَوْمَ الدّين".
وَيُؤكّد بهذه الألفاظ لرفع احتمال إرادة الأغلب أو البعض، لأنّ لفظتَي الصّالِحينَ والصّالحاتِ يمكن إرادة عدم العموم فيهما، باعتبار احتمال أن تكون "أل" جنسيّةً أوْ عَهْدِيَّةً وليست استغراقية.
وقد يُرَادُ تَقْوِيَةُ التوكيد فيؤتَى بكلمة "أَجْمَعْ" بعد كلمة "كُلّ" في المذكر، وبكلمَةِ "جَمْعَاء" بعد كلمة "كُلّ" في المؤنث، فنقول مثلاً: "جاء الجيشُ كُلُّه أَجْمَع" و"جاءت القبيلة كُلُّهَا جَمْعَاء" و"حضر الرُّؤسَاءُ كُلُّهُمْ أجْمَعُونَ".
ويُؤتَى بكلمة "جُمَع" بعد كلمة "كُلّهن" فتقول: "حَضَرَ النّسَاءُ كُلُّهُنَّ جُمَعُ".
وقَدْ يُؤَكَّدُ بألْفَاظ "أَجْمَع، وجَمْعَاء، وأَجمَعِينَ، وَجُمَع" وإنْ لم يَتَقَدَّمْهَا التَّوكيد بلفظة "كُلّ" ولا يجوز تثنية "أجمع" ولا "جمعاء".
قال أبو الهيثم الرّازي: "العربُ تؤكّد الكلمة بأرْبعة تواكيد، فتقول: مَرَرْتُ بالْقَوْمِ أجْمَعِينَ أَكْتَعِينَ أَبْصَعِينَ أَبْتَعِينَ".
وتقول في جمع النِّسْوة: "رَأيْتُ النِّسْوَةَ جُمَعَ بُصَعَ".
الأغراض البلاغية:
قد يُؤتَى بالتوكيد لأغراضٍ بلاغيةٍ غير ما سبَقَ بيانُهُ، كالرَّدّ على اعتقاد غير صحيح، وادّعاءٍ باطل، والتعريض بغباوة المخاطب، وتنزيل المخاطب منزلة منكر