والأمثلة على الالتفات في النصوص القرآنية كثيرةٌ جدّاً، وفيما سبق استعراضُهُ وتحليلهُ منها كفايةٌ لمن شاء أَن يتدبّر ويحلّل سائر النّصوص، إذا كانت لَدَيْهِ ملكة التدبُّر والتحليل.
***
(٢) النوع الثاني أسْلوبُ الحكيم
أسلوبُ الحكيم: هو عند علماء البلاغة صَرْفُ كلامِ المتكلّم أو سؤال السائل عن المراد منه، وحَمْلُه على ما هو الأَوْلَى بالْقَصْد، أو إجابته على ما هو الأولى بالقصد، وسمّاه الشيخ "عبد القادر الجرجاني": "المغالطة".
وهو قسمان:
القسمُ الأول: حَمْلُ كلام المتكلّم على غير ما يُريد به، تنبيهاً على أنَّه الأولى بالْقَصْد، ومنه ما يلي:
* قول ابن حجّاج البغدادي "هو أبو عبد الله بن أحمد البغدادي" شاعرَ فَكِهٌ:
الكاهل: من الإِنسان هو ما بين كِتفَيْهِ، فَوْقَ الْعُنُق.
بالأَيَادِي: أي: بالنعم.
في البيت الأول أخذ المخاطب ظاهر كلام صاحِبِهِ وحَمَلَه على غَيْر مرادِه به، إذْ أراد بالتثقيل ما يَحْمِلُه المضيف من أعباء الضيافة، لكن المضيف حَمَلَه على معنى أنّ صاحِبَهُ ثَقَّلَ كَاهله بأياديه في تكرير زيارته له.