للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمعرفته، فإذا استكملت النفس معرفته كانت لذّتها أشدّ من حصول العلم به دفعة واحدة.

* ومن هذه الطريقة ما يُسَمَّى "التوْشِيعُ".

وهو أن يُؤْتَى في عَجُزِ الكلام بمثنَّىً مُفَسَّرٍ باسْمَيْنِ، ثَانيهما معطوفٌ على الأوَّل مِنْهما، كقول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما روى البخاري ومسلم عن أنس قال: قال النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

"يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَيَشِبٌّ مِنْهُ اثْنَانِ: الحرصُ على المال، والحرصُ عَلَى الْعُمْرِ".

وأيضاً عن أبي هريرة:

"لاَ يَزَالُ قَلْبُ الكَبِيرِ شَابّاً فِي اثْنَتيْن: في حُبِّ الدّنْيا، وطُولِ الأَمَلَ".

ومن التوشيع قول الشاعر:

وَلاَ يُقِيمُ عَلَى ضَيْمٍ يُرَادُ بِهِ ... إِلاَّ الأَذَلاَّنِ: عَيْرُ الْحَيِّ والْوَتِدُ

ومن التوشيع أيضاً قول الشاعر:

سَقَتْنِيَ فِي لَيْلٍ شَبِيهٍ بِشَعْرِهَا ... شَبِيهَةَ خَدَّيْها بِغَيْرِ رَقيب

فَمَا زِلْتُ فِي لَيْلَيْنِ: شَعْرٍ وظُلْمَةٍ ... وَشَمْسَيْنِ: مِنْ خَمْرٍ وَوَجْهِ حَبِيبِ

ومن هذه الطريقة "التفصيل بعد الإِجمال" مثل قول الله عزّ وجلّ في سورة (التوبة/ ٩ مصحف/ ١١٣/ نزول) :

{إِنَّ عِدَّةَ الشهور عِندَ الله اثنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ الله يَوْمَ خَلَقَ السماوات والأرض مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} [الآية: ٣٦] .

<<  <  ج: ص:  >  >>