والجواب: أنّ كلمة: "طَائر" عامّةٌ في كُلِّ ما يرتَفعُ إلى الأعلى، وقد يُطْلَق مجازاً على الذي يسير بسرعة على الأرض، وقد أطلق هذا اللفظ في القرآن مراداً به العمل الذي يطير عن الذي عمله بمجرّد فعله له، وهذا في قول الله تعالى في سورة (الإِسراء/ ١٧ مصحف/ ٥٠ نزول) :
فدفعاً لتوهُّم إرادة كلِّ ما يمكن إطلاق لفظ "طَائِر" عَلَيهِ حقيقة أو مجازاً، وللنصّ على أنّ المراد الحيوان الذي يطير بجناحيه، جاء في الآية الوصف بأنّه يطير بجناحيه، فهو من الإِطناب البليغ.
إنّ عبارة {صِرَاطَ الذين أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} بدَلٌ من عبارة {الصراط المستقيم} وهذا البدل هو من الإِطناب البليغ، إذْ لا يتوقَّفُ عليه أصل المعنى، لكنَّهُ ذو فائدة جليلة، وهي بيان أنَّ الصراط المستقيم هو صراط كلّ الذين أنعم الله عليهم في كُلّ الأُمَم سواءٌ أكانُوا رُسُلاً أم غير رُسُل.
(٧) قول الله عزَّ وجلَّ في سورة (المائدة/ ٥ مصحف/ ١١٢) :
{جَعَلَ الله الكعبة البيت الحرام قِيَاماً لِّلنَّاسِ ... }[الآية: ٩٧] .
إنّ عبارة {البيت الحرام} هي عطف بيان، وقد زيد في الكلام للمدح وبيان حرمة الكعبة، فهو إطنابٌ مفيد.