للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثالث: قوله: ﴿فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه﴾، فهو خبر عن نوع من أنواع السحر، يتعلمه المفتونون به، وهو التفريق بين المرء وزوجه، فهو شيء موجود، وملموس، وقد ابتلي به كثير من الناس.

الرابع: قوله: ﴿وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله﴾، فنفي الضرر منهم بالسحر لأحد إلا بإذن الله، ومشيئته، دليل على وقوعه إذا أذن الله به.

الخامس: قوله: ﴿ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم﴾، فهو خبر من الله أن السحر ضرر لا نفع فيه، فهو شيء واقع، وملموس.

السادس: قوله: ﴿ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق﴾، فإخباره جل وعلا أن من اشترى السحر، وعمل به، لا حظ له في الآخرة، يدل على أنه شيء واقع، وموجود.

السابع: قوله: ﴿ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون﴾، فذمه للسحر، وما استعاضوه لأنفسهم بدل الإيمان، دليل على أن ذلك موجود، وواقع.

الثامن: قوله: ﴿ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون﴾، فسياق الآية مع ما قبله يدل على أن الله يحث المشترين أنفسهم بالسحر على اتقائه، والإيمان بالله، فكيف يتقون ما لا وجود له، ولا وقوع له؟.

٢ - قصة موسى مع فرعون وسحرته، وقد وردت على سبيل البسط في أربعة مواضع من كتاب الله (١).

ومما ورد في هذه القصة مما يدل على وجود السحر، ووقوعه، ما يأتي:

وقوله: ﴿فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم﴾، [سورة الأعراف: ١١٦].


(١) في الأعراف، ويونس، وطه، والشعراء، وانظر تفسير تلك الآيات في مبحث خاص بها، كما سيأتي ص ٧٣ - ٩٨.

<<  <   >  >>