للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله في سورة يونس أيضا، آية: [١٧]: ﴿فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بآياته إنه لا يفلح المجرمون﴾.

وقوله في سورة الأنعام، آية: [٢١]: ﴿ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح الظالمون﴾؛ إلى غير ذلك من الآيات، ويفهم من مفهوم مخالفة الآيات المذكورة أن من جانب تلك الصفات التي استوجبت نفي الفلاح عن السحرة والكفرة أنه ينال الفلاح، وهو كذلك، كما بينه جل وعلا في آيات كثيرة، كقوله: ﴿أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون﴾، [سورة البقرة: ٥].

وقوله تعالى: ﴿قد أفلح المؤمنون﴾، [سورة المؤمنون: ١]، والآيات بمثل ذلك كثيرة.

وقوله في هذه الآية الكريمة: ﴿ولا يفلح الساحر﴾ مضارع أفلح، بمعنى: نال الفلاح، والفلاح يطلق في العربية على الفوز بالمطلوب.

وقوله في هذه الآية: «حيث أتى» حيث كلمة تدل على المكان، كما تدل «حين» على الزمان، ربما ضمنت معنى الشرط، فقوله: «ولا يفلح الساحر» أي: حيث توجه وسلك» (١).

٢ - ما رواه البخاري، ومسلم عن أبي هريرة، ، قال: قال رسول الله : «اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله، وما هن؟، قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات» (٢).

فقد جعله رسول الله قرين الشرك، وعده من الموبقات التي توبق


(١) انظر: أضواء البيان (٤/ ٤٤٢، ٤٤٣) مع بعض التصرف.
(٢) تقدم تخريجه في ص (١٩).

<<  <   >  >>