للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مخففة من الثقيلة مهملة، و «هذان» مبتدأ، و «لساحران» خبر.

وقرأ ابن كثير (١) مثل قراءة «حفص» إلا أنه شدد النون من «هذان»، وذلك للتعويض عن ألف المفرد التي حذفت في التثنية.

وقرأ أبو عمرو (٢): «إن» بتشديد النون، و «هذين» بالياء، على أن «إنَّ» هي المؤكدة العاملة، و «هذين» اسمها (٣).

﴿إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم﴾، وهي أرض مصر،

﴿بسحرهما﴾ الذي أظهراه، ﴿ويذهبا بطريقتكم المثلى﴾، قال ابن عباس، ومجاهد: ﴿طريقتكم المثلى﴾ سادتكم وأشرافكم، يقال: هو طريقة قومه، ونظورة قومه، ونظيرتهم إذا كان سيدهم وشريفهم والمنظور إليه، يقال ذلك للواحد والجمع، وربما جمعوا فقالوا هؤلاء طرائق قومهم، ومنه قوله تعالى: ﴿كنا طرائق قددا﴾، [الجن: ١١]؛ قاله ابن جرير (٤).


(١) هو عبد الله بن كثير بن المطلب، أبو معبد، مولى عمرو بن علقمة الكناني الداري المكي، إمام المكيين في القراءة، ولد سنة ٤٥ هـ، وروى عن عدد من الصحابة، وقرأ على درباس مولى ابن عباس، وعلى عبد الله بن السائب، ومجاهد، وأخذ عنه أبو عمرو بن العلاء، وشبل بن عباد، وغيرهما، صدوق؛ مات سنة ١٢٠ هـ. انظر ترجمته في: معرفة القراء
(١/ ٨٨)، وغاية النهاية (١/ ٤٤٣)، والتقريب ص (٥٣٧).
(٢) هو زبان بن العلاء، بن عمار، بن العريان التميمي المازني البصري، وقيل في اسمه ونسبه غير ذلك، إمام في العربية والإقراء مع الصدق والثقة، وأحد القراء السبعة، وأكثرهم شيوخاً، ولد بمكة سنة ٦٨ هـ، ونشأ بالبصرة، ومات بالكوفة سنة ١٥٤ هـ. انظر ترجمته في: إنباه الرواة (٤/ ٢٨٨)، تهذيب التهذيب (١٢/ ١٧٨).
(٣) انظر هذه القراءات، وتوجيه العلماء لها في: حجة القراءات ص (٤٥٤)، والمغني في توجيه القراءات العشر (٣/ ٢٤)، والدر المصون (٨/ ٦٣).
(٤) انظر: تفسيره (١٦/ ١٨٢).

<<  <   >  >>