للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخامس: المجاورة، كالراوية للمزادة، وهي اسم للجمل الذي يحمل المزادة.

السادس: الزيادة، مثل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: ١١] على رأي من يقول: بزيادتها (١).


(١) أما الذين لا يرون زيادتها، وبالتالي ليس في الآية مجاز، يقولون: لأن الحرب تطلق المثل، وتريد به الذات، فهو أسلوب من أساليب اللغة العربية، وهو حقيقة في محله، كقول العرب: مثلك لا يفعل هذا، يعنون لا ينبغي لك أن تفعل هذا، وقد جاء في القرآن من هذا الأسلوب عدة آيات كقوله تعالى: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} [الأحقاف: ١٠] أي: شهد على القرآن أنه حق، وكقوله: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ} [الأنعام: ١٢٢] يعني كمن هو في الظلمات، وكقوله: {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا} [البقرة: ١٣٧] أي: بما آمنتم به.
وهذا على أظهر الأقوال فيها، ويدل لذلك قراءة ابن عباس: "فإن أمنوا بما آمنتم به"، ولأن أداة التشبيه كررت لتأكيد نفى المثلية المنفية في الآية، والعرب ربما كررت بعض الحروف لتأكيد المعني، وإذا انتفى أن يكون شئ مثل مثله استلزم ذلك نفى المثل بالطريق الأولى كما حققه بعض الأعيان، وعلى ما تقدم، فالكاف، والمِثْل ليستا زائدتين.
راجع: شرح العقيدة الأصفهانية: ص / ٩ - ١٠، وشرح العقيدة الواسطية: ص/ ٤١، وشرح كتاب الفقه الأكبر: ص/ ٢٤، والقائد إلى تصحيح العقائد: ٢/ ٢٧٠ - ٢٧١، تفسير ابن كثير: ٤/ ١٠٩، وفتح القدير: ٤/ ٥٢٨، ومنع جواز المجاز في المُنْزَل للتعبد والإعجاز: ص / ٣٦ - ٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>