للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد التشبيه به في الجود، فهو مجاز، لكونه استعارة تصريحية، وهي مجاز لغوي عند المحققين. وكذلك إذا قلت: رأيت اليوم أبا لهب، وأردت شخصًا معينًا، وقصدت كونه كافرًا مثله يكون استعارة.

في ذكره الغزالي (١) (٢) هو كلام في غاية الحسن والدقة، فلا وجه لعدم قبوله.

قوله: "ويعرف بتبادر غيره إلى الفهم".

أقول: شرع يبين أمارات يعرف بها المجاز، وقد ذكر الأصوليون أن المجاز يعرف تارة بتصريح أهل اللغة به، أو بحده، أو بخاصة من خواصه [الأول: مثل أن يقولوا: هذا مجاز، والثاني: أن يقولوا: هذا مستعمل في غير ما وضع له، والثالث: أن يقولوا: هذا مشروط بالقرينة، أو يصح نفيه] (٣).

وتارة: يعرف استدلالًا (٤)، والمصنف ترك القسم الأول لوضوحه وذكر للثاني وجوهًا.


(١) يرى الغزالي أن المجاز يدخل في متلمح الصفة، يعني العَلَم الذي يتلمح فيه معناه الأصلي، وهو كونه صفة كالحارث، والأسود، دون الأعلام التي لم توضع إلَّا للفرق بين الذوات كزيد، وعمرو، فلا يدخلها المجاز. راجع: المستصفى: ١/ ٣٤٤.
(٢) آخر الورقة (٤٣ / ب من أ).
(٣) ما بين المعكوفتين سقط من (ب) وأثبت بهامشها.
(٤) راجع: اللمع: ص / ٥، والمعتمد: ١/ ٢٥، والمستصفى: ١/ ٣٤٢، والإحكام للآمدي: ١/ ٢٤، والمسودة: ص / ٥٧٠، وشرح العضد على المختصر: ١/ ١٤٦، والقواعد لابن اللحام: ص / ١٢٧، ونزهة الخاطر: ٢/ ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>