للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا كلام سيبويه (١)، فجعله بعض النحاة كليًا حيث وقع، وأول ما لم يكن من ذلك ظاهرًا متى دخل في القاعدة الكلية، وجعله بعضهم أكثريًّا، وقد أشار إليه المصنف في المتن (٢)، وهي ظاهرة في سبقية ما قبلها لما بعدها، به صرح كثير من النحاة.

الثاني - من الحروف المتداولة -: إنْ بالكسر، ومعناه الشرط نحو: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: ٣١]، والأصل في استعمالها الشك، وعدم الوثوق بوقوع الشرط نحو: {إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} [الأنفال: ٣٨].

وقد يُنَزَّل المحقق منزلة المشكوك فيه، فيستعمل فيه "أن" لنكتة نحو: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ} [الزخرف: ٥]، وهي أن صدور الإسراف عن العارف باقتدار الله سبحانه، وشدة ما أعده للمسرفين، ينبغى أن يكون على سبيل الندرة والشك.

وقد تأتي للنفي، وهي نظيرة "ما"، في النفي الحالي نحو: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} [يوسف: ٤٠].


= راجع: الجنى الداني: ص / ٣٦٧، ورصف المباني: ص / ٦٢، والصاحبي: ص / ١٤١، وشرح جمل الزحاج: ٢/ ١٧٠، ومغني اللبيب: ص / ٣٠ - ٣٢، وأوضح المسالك: ٣/ ١٦٩، والإتقان: ٢/ ١٥٢، والمقتضب: ٢/ ١٠، ومعجم الأدوات النحوية: ص / ٩ - ١٠.
(١) راجع: الكتاب له: ١/ ٤٨١.
(٢) ذكر المصنف بأن الشَّلَوْبِين جعل كلام سيبويه كليًّا، وأبا على الفارسي جعله أكثريًا وقد تتمخض للجواب عنده.

<<  <  ج: ص:  >  >>