عبد الله قاعد، قال المَرُّوذِي: ما رأَيتُ أَحداً قط قام من عند أَبي عبد الله حتى يقومَ أَبو عبد الله إِلا هذا الرجل، فقال لي أَبو عبد الله: ما ترى؟ ما أَشْبَهه بالأَبدال! أَو قال: إِني لأَذكر به الأَبدال! فأَخرج إِليه أَبو عبد الله أَربعة أَرغفة مَشطورة بكامَخ وقال: لو كانَ عندنا لواسيناك.
أَخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال: أخبرنا أَحمد بن علي بن ثابت، قال: أَخبرني عُبيد الله بن أَبي الفَتح والحسن بن أَبي طالب قالا: حدثنا علي بن محمد ابن إِبراهيم الجَوهري، قال: حدثنا طَلحة بن حفص الصفّار، قال: حدثنا عباس الشِّكْلي، قالا: حدثنا إسماعيل الدَّيلمي، قال: كنتُ في البيت عند أَحمد بن حنبل، فإِذا نحن بداق يدق الباب فخرجت إِليه، فإِذا أَنا بفتىً عليه أَطمارُ شَعر، قال: فقلتُ: ما حاجتك؟ قال: أُريدُ أَحمد بن حنبل، قال: فدخلتُ إِليه فقلت: يا أَبا عبد الله، بالباب شاب عليه أَطمارُ شعر يَطلبك، قال: فخرج إِليه فسلم عليه، فقال له الفتى: يا أَبا عبد الله، أخبرني ما الزُّهد في الدنيا؟ فقال له أَحمد: حدثنا سفيان عن الزُّهري: أن الزُّهد في الدنيا قِصر الأَمل، فقال له: يا أَبا عبد الله، صِفه لي، قال- وكان الفتى قائماً في الشمس والفيءُ بين يديه- فقال: هو أَن لا تَبلغ من الشمس إِلى الفيء، قال: ثم ذهب ليولي، فقال له أَحمد: قِفْ، قال: فدخل فأَخرج له صُرة فدفعها إِليه، فقال: يا أَبا عبد الله، من لا يبلغ من الشمس إِلى الفَيء أَي شيءٍ يعمل بهذه؟ ثم تَركه وولّى.
أَخبرنا محمد بن أَبي منصور، قال: أَنبأَنا أَبو الحسين بن عبد الجبار، قال: