للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الباب الثامِن والسّتون

فى ذكر ما جرى له بعد موت المأمون

قد ذكرنا أنه لما جاءَ الخبر بموت المأون, رُدَّ أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح فى أقيادهما, فماتَ محمد بن نوح فى الطريق, ورُدَّ أحمد إلى بغداد مقيدًا.

أخبرنا عبد الملك بن أبى القاسم الكَرُوخى, قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأنصارى, قال: أخبرنا أبو يعقوب, قال: أخبرنى جدى, قال: أخبرنا محمد بن أبى جَعفر المنذرى, وأبو أحمد بن أبى أسامة, قالا: سمعنا محمد ابن إبراهيم البُوشَنْجى, يقول: أُخذ أحمد أيام المأمون ليُحمل إلى المأمون ببلاد الروم, فبلغ أحمد الرقَّة, ومات المأمون بالبَذَنْدون قبل أن يَلقاه أحمد, وذلك فى سنة ثمان عشرة ومئتين.

فأخبرنى أبو العباس الرقى - وكان من حُفاظ أهل الحديث - أنهم دخلوا على أحمد بالرقة وهو مَحبوس, فجعلوا يذاكرونه ما يُروى فى التَّقِية من الأحاديث, فقال أحمد: وكَيف تصنعون بحديث خَبّاب: (إِنَّ مَنْ كانَ قَبْلكُم كانَ يُنْشَر أحدُهم بالمِنشارِ ثُمّ لا يَصده ذلكَ عن دينِه) قال: فيئسنا منه. فقال أحمد: لستُ أُبالى بالحَبس, ما هو ومنزلى إلا واحد, ولا قتلًا بالسيف, إنما

<<  <   >  >>