للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حتى إذا سألت عن منزله قيل: هذا منزله, فلما ذهبت أدُق الباب, قال لي بقّال تجاه داره: لا تدق فإن الشيخ مهوب؛ فجلست حتى إذا كان قبل صلاة المغرب خرج لصلاة المغرب؛ فوثبت إليه وفي يدي أحاديث قد انتقيتها, فقلت له: سلام عليكم, تُحدثني بهذه رحمك الله؟ فإني رجل غريب. فقال لي: من أنت؟ فقلت: أنا أحمد بن حنبل, قال: فتقاصر ورجع وضمني إليه, وقال: يالله أنت أبو عبد الله؟ ثم أخذ الأحاديث, فلم يزل يقرؤها حتى أشكل عليه الظلام؛ فقال للبقال: هلم المصباح, حتى خرج وقت المغرب - وكان يؤخرها - قال عبد الله: فكان أبي إذا ذكر أنه نوه باسمه عند عبد الرزّاق بكى.

أخبرنا محمد بن أبي منصور, قال: أخبرنا عبد القادر محمد, قال: أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكي, قال: أنبأنا عبد العزيز بن جعفر, قال: حدثنا أحمد بن محمد الخلال, قال: حدثنا أبو بكر المروذي. قال: سمعت أبا العباس الحطاب يقول: كتبت رقاعًا والناس يومئذٍ متوافرون؛ أسود بن سالم, وبشر بن الحارث, وأحمد بن حنبل - وذكر جماعة - وكتبت اسم كل رجل في رقعة, وصليت ركعتين ودعوت الله عز وجل أن يخرج لي رجلًا أقتدي به وخلطت الرقاع وجعلتها تحت شيءٍ؛ ثم ضربت بيدي, فخرج أحمد بن حنبل, فبقيت أعجب. ثم صليت ركعتين وذكرت الله, وخلطت الرقاع, فخرج أحمد بن حنبل حتى فعلت الثالثة كذلك.

<<  <   >  >>