للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الخلال: وأخبرني الحسن بن الهيثم، قال: سمعت أبا سعيد الأذْرمي. يقول: سمعتُ صالح بن أحمد يقول: كنتُ عند أبي يوماً فدعاني النساء، فقلن: قل لأبيك ليس عندنا دقيق - أو قال: خبز - فقلت له، فقال: الساعة، ثم أبطأ عليهن فعاودنني، فقلت له، فقال: الساعة، فبينا نحن كذلك إذا برجل يدق الباب، فخرجتُ إليه، فإذا رجل خُراساني يشبه الفَيْج على كتفه عصا فيها جراب؛ فقلت له: ما حاجتك؟ فقال: حاجتي إلى أحمد بن حنبل، فدخلت فأخبرته، فقال: عُدْ إليه فقل له: فيمَ قصدتَ؟ في مسألةٍ؟ في حديث؟ فقال: ما قصدتُ في مسألة ولا حديث. فقلت له؛ فقال: أدخله، فدخَل الرجل فَوضع العصا والجراب ثم قال له: أنت أحمد بن محمد بن حنبل؟ قال: نعم؛ قال: أنا رجل من أهل خُراسان، مرض جارٌ لي فعدتهن فقلت له: هل لك من حاجة؟ فقال: هذه خمسة آلاف درهم تأخذها وتوصلها إلى أحمد بن حنبل بعد وفاتي، فقد قصدتك بها من خُراسان. فقال له: بيننا وبين هذا الرجل قَرابة؟ قال: لا. قال: فبيننا وبينه رَحِم؟ قال: لا؛ قال: فبيننا وبينه نعمة يَرُبُّها؟ قال: لا؛ قال: ضُمَّها رَحمك الله. فرادَّه فَخَشَّنَ له أبي، فحمل المالَ وانصرف. فلما كان بعد مدة كان جالساً بين الكتب، فنظر فيها فرفع رأسه فقال: تَدري يا صالح مُنذ كم كان الخراساني عندنا؟ قلت: لا، قال: له اليوم احد وستون يوماً، هل جُعتم فيها أو فَقدتم شيئاً؟

<<  <   >  >>