للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحمد بن حنبل؟ فقيل له: هذا, فقال للجمَّال: على رِسْلِك, ثم قال: يا هذا, ما عليكَ أن تُقتل ها هنا, وتَدخل الجنة ها هنا, ثم قال: أستودعك الله, ومَضى. قال أبى: فسألتُ عنه, فقيل لى: هذا رَجل من العرب من رَبيعة, يَعمل الِّعر فى البادية, يُقال له: جابر بن عامر, يُذْكَر بخير.

أخبرنا ابن ناصر, قال: أخبرنا أبو الحسين بن عبد الجبار, قال: أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن جعفر, قال: أخبرنا أبو عُمر بن حَيّويه, قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن إسحاق المُّروذى, قال: حدثنا عبد الله بن سعيد المروّزى عن صالح بن أحمد فى حديث المحنة, قال: لما رّحلنا إلى طَرسوس للمحنة, قال أبى: لما نزلنا الرَّحبة ورحلنا منها فى جوف الليل, عَرض لى رجل, فقال: أيّكم أحمد بن حنبل؟ فقيل له: هذا, فسلَّم على, ثم قال: يا هذا, ما عليكَ أن تُقتل ها هنا وتَدخل الجنة, ثم سلّم وانصرف. فقلت: من هذا؟ فقيل لى: رجلٌ من العرب من رَبيعة, يقول الشِّعر بالبادية, يُقال له: جابر بن عامر.

قال المروزى: وحدثنا المَعْمَرى, عن أحمد بن أبى الحَوارى, قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله, قال: قال أحمدُ بن حنبل: ما سمعتُ كلمة منذ وَقعتُ فى الأمر الذى وقعتُ فيه, أقوى من كلمةِ أعرابى كلَّمنى بها فى رَحبة طَوق, قال لى: يا أحمد, إن يَقتلك الحقُّ متَّ شهيدًا, وإن عشتَ عشتَ حميدًا, قال: فَقّوى قلبى.

<<  <   >  >>