أخبرنا محمد بن أبي منصور، قال: أخبرنا عبد القادر بن محمد، قال: أخبرنا إبراهيم بن عمر البَرْمَكي، قال: أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، قال: حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل، قال نظر إلى أبي رجلُ ممن يُبصر الضرب والعلاج. فقال: قد رأيتُ من ضُرب ألف سوط ما رأيتُ ضرباً مثل هذا، لقد جُرَّ عليه من خلفه ومن قُدّامه، ثم أخذ ميلاً فأدخله في بعض تلك الجراحات فنر إليه، فقال: لم تُنْقَبُ، وجعل يأتيه ويعالجه، وقد كان أصاب وجهه غيرُ ضربةٍ، ومكث مُتكئاً على وجهه ما شاءَ الله. ثم قال: إن هاهنا شيئاً أريد أن أقطعه، فجاءَ بجديدة فجعل يُعَلِّق اللحمَ بها ويقْطعه بسكين معه، وهو صابر لذلك يَحمد الله عز وجل في ذلك، فبرأ منه. ولم يزل يتوجع من مواضع منه، وكان أثر الضرب بيِّناً في ظهره إلى أن توفي رحمه الله. فسمعتُ أبي يقول: والله لقد أعطيتُ المجهودَ من نفسي، ولَوددتُ أن أنجو من هذا الأمر الذي أخاف كِفافاً لا علىَّ ولا لي.
قال ابن أبي حاتم: وسمعتُ أبي يقول: أتيتُ أحمد بن حنبل بعدما ضُرب بثلاث سنين أو نحوها. فقلت له: ذهبَ عنك أثر الضرب فأخَرج يده