وقد روي أن الواثق ترك امتحان الناس بسبب مُناظرة جرت بين يديه رأي بها أن الأولى ترك الامتحان.
فأخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز، قال: أخبرنا أحمد بن علي ابن ثابت، قال: أخبرنا محمد بن الفرج بن علي البزّاز، قال: حدثنا عبد الله ابن إبراهيم بن ماسي، قال: حدثنا جعفر بن شُعيب الشاشي، قال: حدثني محمد بن يوسف الشاشي، قال: حدثني إبراهيم بن مَتَّةَ، قال: سمعتُ طاهر بن خَلف، يقول: سمعتُ محمد بن الواثق - الذي كان يُقال له المهتدي بالله - يقول: كان أبي إذا أرادَ أن يَقتل رجلاً أحضرنا ذلك المجلس، فأتي بشيخ مخضوبٍ مُقيَّد. فقال أبي: ائذنوا لأبي عبد الله وأصحابه - يعني ابن أبي دُؤاد - قال: فأدخل الشيخ. فقال: السلامُ عليك يا أمر المؤمنين، فقال: لا سلَّم الله عليك، فقال: يا أميرَ المؤمنين، بئسَ ما أدَّبك مؤدِّبك، قال الله تعالى:{وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}. والله ما حييتني بها، ولا بأحسن منها، فقال ابن أبي دُؤاد: