ثم بعث المتوكل بعد مُضي خمس سنين من ولايته بتَسيير أحمد بن حنبل إليه، فأخبرنا محمد بن أبي منصور، قال: أخبرنا عبد القادر بن محمد، قال: أخبرنا إبراهيم بن عمر البَرْمَكي، قال: أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، قال: حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل، قال: وجِّه المتوكل إلى إسحاق بن إبراهيم يأمره بحمل أبي إليه، فوجَّه إسحاق إلى أبي، فقال له: إن أمير المؤمنين كتبَ إليَّ يأمرني بإشخاصِك إليه، فتأهَّبْ لذلك. قال أبي: وقال لي: اجعلني في حلٍّ من حُضوري ضَربك. قلتُ: قد جعلتُ كلّ من حضر في حِل. قال أبي: وقالَ أسألك عن القرآن مسألة مُستَرشدٍ لا مسألة امتحان، وليكن ذلك عندك مَستوراً، ما تقول في القرآن؟ فقلت: القرآن كلامُ الله غير مَخلوق، قال لي من أين قلتَ: غير مخلوق؟ فقلت: قال الله عز وجل: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ}، ففرق بين الخَلق والأمر، فقال إسحاق: الأمر مَخلوق، فقلت: يا سبحان الله أمخلوق يخلق مخلوقاً!! فقال: وعمن تحكي أنه ليس بمخلوق؟ فقلت: جعفر من محمد، قال: ليس بخالق ولا مَخلوق، قال: فسكت. فلما كان في الليلة الثانية وجّه