للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حاله، وقال: أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام، ويقول: كيفَ أنت في نفسك؟ وكيف حالك قد أنستُ بقربك، ويَسألك أن تدعو الله عزّ وجلَّ له. فقال: ما يأتي عليَّ يوم إلا وأنا أدعو الله عزّ وجلَّ له. ثم قال له: قد وَجَّه معي ألف دينار تُفرقها على أهل الحاجة، فقال: يا أبا زكريا، أنا في البيت مُنقطع عن الناس، وقد أعفاني مما أكره وهذا مما أكره، فقال: يا أبا عبد الله الخُلفاء لا يَحتملون هذا كله. فقال: يا أبا زكريا، تلطَّف في ذلك، فدعا له ثم قام، فلما صار إلى الدار رَجع، وقال: هكذا لو وجه إليك بعض إخوان كنتَ تفعل؟ قال: نعم. قال صالح: فلما صرنا إلى الدّهليز، قال: قَد أمرني أمير المؤمنين أن أدفعها إليكَ تفرقها في أهل بيتكم. فقلت: تكونُ عندك حتى تَمضي هذه الأيام. وقلَّ يومٌ يمضي إلا رسول المتوكل يأتيه.

قال ابن أبي حاتم وأخبرنا عبد الله بن أحمد فيما كتب إليّ، قال: سمعتُ أبي يقول: لقد تمنيتُ الموتَ وهذا أمر أشدّ علي من ذلك، ذاك فِتنة الدين، الضَّرب والحَبس كنتُ أحتمله في نفسي، وهذه فتنة الدنيا. أو كما قال.

أخبرنا إسماعيل بن أحمد، ومحمد بن عبد الباقي، قالا: أخبرنا حَمْد بن أحمد، قال: حدثنا أبو نُعَيْم الحافظ، قال حدثنا أبي، قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن عمر، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: سمعتُ أبي يقول: هذا أمر أشد عليَّ من ذلك ذاك فتنة الدين، الضرب والحبس كنتُ احتمله في نفسي، وهذا فِتنة الدنيا.

<<  <   >  >>