للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والآخرة برحمته، قد كتبتُ إليكَ - رضي الله عنك- بالذي سأل عنه أمير المؤمنين بما حضرني، وإني أسأل الله أن يُديم توفيق أمير المؤمنين، فَقد كان الناس في خَوضٍ من الباطل واختلاف شَديد يَغتمِسون فيه، حتى أفضَت الخلافة إلى أمير المؤمنين، فنفى الله بأمير المؤمنين كُلّ بِدعة وانجلى عن الناس ما كانوا فيه من الذلّ وضيق المحابِس، فصرف الله ل كله وذهب به بأمر المؤمنين، وقع ذلك من المسلمين موقعاً عظيماً، ودعوا الله لأمير المؤمنين، فأسأل الله أن يَستجيب في أمير المؤمنين صالحَ الدعاءِ، وأن يتمّ ذلك لأمير المؤمنين، وأن يزيد في نيته، ويُعينه على ما هو فيه، فقد ذُكر عن ابن عباس أنه قال: لا تَضرِبوا كتابَ الله بعضَه ببعضٍ، فإن ذلك يُوقع الشكَّ في قلوبكم. وذُكر عن عَبد الله بن عمرو، أن نفراً كانوا جُلوساً بباب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال بعضهم: ألم يَقل الله كذا؟ وقال بعضهم: ألم يَقل الله كذا؟ فسمع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فَخرج كأنما فقئ في وجهه حبُّ الرمان، فقال: "أبهذا أمِرتُم، أن تَضربوا كتابَ الله بعضَه ببعضٍ، إنما ضَلَّت الأمَم قَبلَكُم في مِثل هذا، إنكم لَستُم مما هاهُنا في شَيءٍ انظُروا الذي أُمِرتم بهِ فاعملوا به، وانظُروا الذي نُهيتُم عَنه فانتَهوا عَنه". وذكر أحاديث ثم قال: وقد قال الله تعالى: {حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ}. وقال: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ}. فأخبر

<<  <   >  >>