للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحمد بن نصر بن مالك بن الهيثم الخُزاعي، يُكنى أبا عبدالله

وسويقة نَصر ببغداد منسوبة إلى أبيه، ومالك بن الهيثم جده كان أحد نُقباء بني العباس في ابتداءِ الدولة، وكان أحمد من أهل الدين والصلاح والأمّارين بالمعروف، وسَمع الحديث من مالك بن أنس، وحماد بن زيد، وهُشيم في آخرين، وقد روى عنه يحيى بن مَعين وغيره، وكان قد اتُّهم بأنه يريد الخِلافة، فأخذ وحمل إلى الواثق، فقال له: دَعما أخذتَ له، ما تَقول في القرآن؟ قال: كلام الله، قال: أفمخلوق هو؟ قال: هو كلام الله، قال: أفترى ربك في القِيامة؟ قال: كذا جاءَت الرواية، فقال: وَيحك يرى كما يُرى المحدود المجسَّم؟! ودعا بالسيف وأمر بالنِّطع، فأُجلس عليه وهو مقيد، وأمر بشد رأسه بحبل، وأمرهم أن يمدوه، ومشى إليه حتى ضَرب عنقه، وأمر بحمل رأسه إلى بَغداد، فنُصِب في الجانب الشرقي أياماً، وفي الجانب الغَربي أياماً.

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت، قال: أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله الحَذّاء، قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن سَلْم، قال: حدثنا أبو بَكر أحمد بن محمد بن عبد الخالق، قال: حدثنا أبو بَكر المرُّوذي، قال: سمعتُ أبا عبد الله أحمد بن حنبل - وذكر أحمد بن نَصر - فقال: رَحمه الله ما كان أسخاه، لقد جادَ بنفسه.

<<  <   >  >>