فقلتُ: يا أبا عبد الله، ما هذه المشية؟ قال: مشية الخدام في دار السلام. فقلت له ما فَعل الله بك؟ فقال: غَفر لي وتوَّجني وألبسني نَعلين من ذهب، وقال لي: يا أحمد، هذا بقولك: القرآن كلامي. ثم قال لي: يا أحمد، لمَ كتبتَ عن حَريز بن عثمان؟ فقلتُ: يا ربن كان ثقة، فقال: صدقتَ ولكنه كان يُبغض عليَّا أبغضه الله، ثم قال لي: يا أحمد، ادعني بتلك الدعوات التي بلغتك عن سُفيان الثوري كنتَ تدعو بها في دار الدنيا، فقلت يا ربّ كل شيءٍ، فقال: هيه، فقلت: بقدرتك على كل شيء، فقال: صدقت، فقلت: لا تسألني عن شيءٍ، واغفر لي كل شيءٍ، فقال: يا أحمد، هذه الجنة فادخل إليها، فدخلتُ فإذا أنا بسفيان الثوري، وله جناحان أخضران يَطير بهما من نخلة إلى نخلة وهو يقول:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}، فقلت له: فما فعل عبد الوهاب الورّاق؟ فقال: تركته في بحر من نور في زلال من نور يرى ربه الملك الغفور. فقلت له: فَما فعل بشر - يعني الحافي - فقال لي: بَخٍ بَخٍ، ومَن مثل بشرن تركته بين يدي الجليل وبين يديه مائدة من الطعام والجليل مُقبل عليه، وهو يقول: كُل يا من لم يَأكل، واشرب يا من لم يشرب، وانعم يا من لم يَنعم، قال: فأصحبت، فتصدقت بعشرة آلاف درهم أو كما قال.
قلت: وقَد رُويت لنا هذه القصة من طريق آخر، فأخبرنا المبارك بن علي، قال: أخبرنا سعدالله بن علي بن أيوب، قال: أخبرنا هناد بن إبراهيم، قال: