للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخبرنا محمد بن أبي منصور، قال: أخبرنا عبد القادر بن محمد، قال: أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، قال: حدثني بعض الشيوخ، عن ابن الطلمخوري، قال: رأيت أبا عبد الله أحمد بن حنبل في النوم، فقال لي: ألا أدلك على شيء ينفعك؟ قال: فقلت: نعم يا أبا عبد الله، فقال لي: من المحراب إلى القبر.

قال شيخنا علي بن عبيد الله الزاغوني: رأيت في المنام كأني أمضي إلى قبر الإمام أحمد، وإذا به جالس على قبره وهو شيخ كبير السن، فقال لي: يا فلان، قل أنصارنا، ومات أصحابنا. ثم قال لي: إذا أردت أن تنصر فإذا دعوت فقل: يا عظيم، يا عظيم كل عظيم، وادع بما شئت تنصر.

حدثني أبو بكر بن مكارم بن أبي يعلى الحربي- وكان شيخاً صالحاً- قال: كان قد جاء في بعض السنين مطر كثير جداً قبل دخول رمضان بأيام، فنمت ليلة في رمضان، فأريت في منامي كأني قد جئت على عادتي إلى قبر الإمام أحمد بن حنبل أزوره، فرأيت قبره قد التصق بالأرض حتى بقي بينه وبين الأرض مقدار ساق أو ساقين. فقلت: إنما تم هذا على قبر الإمام أحمد من كثرة الغيث، فسمعته من القبر وهو يقول: لا بل هذا من هيبة الحق عز وجل، لأنه عز وجل قد زارني، فسألته عن سر زيارته إياي في كل عام. فقال عز وجل: يا أحمد، لأنك نصرت كلامي، فهو ينشر ويتلى في المحاريب. فأقبلت على لحده أقبله، ثم قلت: يا سيدي، ما السر في أنه لا يقبل قبر إلا قبرك؟ فقال لي: يا بني، ليس هذا كرامة لي، ولكن هذا كرامة لرسول الله

<<  <   >  >>