فتنحنَح أَحمد بن حنبل، فَضرب يزيد بيده على جَبينه وقال: أَلا أَعلمتموني أَن أَحمد ها هنا حتى لا أَمزح.
أَخبرنا محمد بن أَبي منصور، قال: أخبرنا عبد القادر بن محمد، قال: أخبرنا إِبراهيم بن عمر البَرْمَكي، قال: حدثنا أَبو الحسن بن مَرْدَك، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أَبي حاتم، قال: حدثنا أَحمد بن سِنان، قال: ما رأَيتُ يزيد بن هارون لأَحدٍ أَشد تعظيماً منه لأَحمد بن حنبل، ولا رأَيته أَكرم أَحداً إِكرامه لأَحمد بن حنبل، وكان يُقعده إِلى جَنبه إِذا حدثنا، وكان يوقِّر أَحمد ابن حنبل ولا يُمازحه، ومَرض أَحمد بن حنبل، فَركب إِليه يزيد بن هارون وعاده.
أَخبرنا محمد بن أَبي منصور، قال: أخبرنا عبد القادر بن محمد، قال: أَنبأَنا إِبراهيم بن عمر البَرْمَكي، قال: أَنبأَنا عبد العزيز بن جعفر، قال: أخبرنا أَحمد بن محمد الخَلال، قال: أَخبرنا أَبو بكر المرُّوذي، قال: قلتُ لأَبي عبد الله: أَي شيءٍ كان سبب يزيد بن هارون حين عادك؟ قال: كنت بواسط، وكنت أَجلس بالقرب منه إِذا حدث، فكان يعرفني، فقال يوماً: حدثنا يحيى ابن سَعيد، قال: سمعت سالم بن عبد الله يقول. فقلتُ له: ليسَ في هذا "سمعتُ" وإِنما هو "إِن سالماً"، فدخل فأَخرجَ الكتاب، فإِذا هو "إِنَّ سالماً"، فقال: من رَدَّ عليّ؟ فقالوا: أَحمد بن حنبل، فقال: صيِّروه كما