للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بخل أحق بذلك؛ إلا أن بخل أكثر استعمالا فعدّيت بعن نيابة عن على، لأنها أخف منها، ولصلاحية عن للاستعلاء عدي بها رضي، والأصل تعديته بعلى، لأن فاعله مقبل على المعلق به ومُثن عليه. ولأن في رضيت عنه معنى رضيته وزدت على رضاه، والزيادة استعلاء فجيء بعَنْ دالة عليه، وكانت على أحق منها، لكنهم قصدوا مخالفة غضب وسخط فعدّوا رضي بعن لصلاحيتها للاستعلاء كما تقرر. وقد نبه على الأصل المتروك مَن قال:

إذا رضيت عليّ بنو قشير ... لعَمْر أبيك أعجبني رضاها

واستعمال عن للاستعانة كقول العرب: رميت عن القوس، كما يقولون رميت بالقوس، فعن هنا كالباء في إفادة الاستعانة. وحكى الفراء عن العرب: رميت عن القوس وبالقوس وعلى القوس وأنشد:

أرمي عليها وفي فرع أجمعُ ... وهي ثلاث أذرُع وإصْبَعُ

واستعمال "عن" للتعليل كقوله تعالى (وما كان استغفارُ إبراهيم لأبيه إلّا عن موعدة وعدها إيّاه) وقوله تعالى (وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك) ومنه قول ضابئ البُرجميّ:

وما عاجلاتُ الطير تُدني من الفتى ... نجاحًا ولا عن وَلْيهنّ مخيّبُ

واستعمال عن موافقة لبعد كقوله تعالى (لتركبُنّ طبقا عن طبق) أي حالا

<<  <  ج: ص:  >  >>