للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقلت أنا: أراد قائل الثالث فانظر من تثق به، فحذف "به" وزاد الباء قبل مَن عوضا. ويجوز عندي أن تعامل بهذه المعاملة: من واللام وإلى وفي، قياسا على عن وعلى والباء، فيقال عرفت ممن عجبت، ولمن قلت له وإلى من أويت، وفيمن رغبت (والأصل عرفت من عجبت منه ومن قلت له ومن أويت إليه ومن رغبت فيه) فحذف ما بعد من وزيد ما قبلها عوضا".

ص: ومنها على للاستعلاء حسّا أو معنى، وللمصاحبة وللمجاوزة وللتعليل وللظرفية، ولموافقة من والباء. وقد تزاد دون تعويض.

ش: استعمال على للاستعلاء حسا كقوله تعالى: (كلُّ مَن عليها فانٍ) (وعليها وعلى الفُلْك تُحْمَلون) واستعمالها للاستعلاء معنى نحو (تلك الرُسلُ فضّلنا بعضهم على بعض) (ولهنّ مثلُ الذي عليهن بالمعروف، وللرجال عليهن درجةٌ). ومن هذا النوع مقابلة اللام المفهمة ما يُحَبّ، كقول الشاعر:

فيومٌ علينا ويومٌ لنا ... ويومٌ نُساءُ ويومٌ نُسَرّْ

ومثله قول الآخر:

عليك لالكَ مَن يلحاك في كَرَم ... مُخَوّفًا ضررَ الإملاقِ والعَدَم

ومثله:

لك لا عليكَ من استعنتَ فلم يُعِنْ ... إلّا على ماليسَ فيه ملامُ

ومن هذا النوع وقوع على بعد وجب وشبهه، لأن وجب عليك مقابل لوجب

<<  <  ج: ص:  >  >>