ص: ومنها "حتّى" لانتهاء العمل بمجرورها أو عنده. ومجرورها إمّا بعض لما قبلها من مفهم جمع إفهاما صريحا أو غير صريح، وإمّا كبعض، ولا يكون ضميرا، ولا يلزم كونه آخر جزء أو ملاقى آخر جزء خلافا لمن زعم ذلك. ويختص تالي الصريح المنتهي به بقصد زيادة ما، ويجوز عطفه واستئنافه. وإبدال حائها عينا لغة هذلية.
ش: حتى على أربعة أقسام: عاطفة، وحرف ابتداء، وبمعنى كي، وجارة. فللثلاثة الأُوَل مواضع تجيء إن شاء الله تعالى.
والجارة مجرورها إما اسم صريح نحو (ليسجُنُنَّه حتّى حين) و (سلامٌ هي حتى مطلع الفجر)، وإما مصدر مؤوّل من أنْ لازمة الإضمار. وفعل ماض نحو (حتّى عَفَوا وقالوا) أو مضارع نحو (حتّى يتبيّن لكم). وجرّها المصدر المؤوّل يأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى في إعراب الفعل وعوامله. وأمّا جرها الاسم الصريح فهي فيه على ضربين: أحدهما أن يكون ما بعدها جزءا لما قبلها من دليل جمع مصرح بذكره نحو ضربت القوم حتى زيد، فزيد جزء ما قبله، وما قبله دليل جمع مصرح بذكره وهو مضروب انتهى الضرب به. ويجوز أن يكون غير مضروب لكن انتهى الضرب عنده. وإذا كان الانتهاء به ففي ذكر القوم غنى عن ذكره، لكن قصد التنبيه على أن فيه زيادة ضعف أو قوة أو تعظيم أو تحقير. وإلى هذا أشرت بقولي "ويختص تالي الصريح المنتهى به بقصد زيادة ما". وعنيت بالصريح كونه بلفظ موضوع للجمعية، يدخل في ذلك الجمع الاصطلاحي واللغوي كرجال وقوم. وعنيت بغير الصريح ما دل على الجمعية بغير لفظ موضوع لها كقوله تعالى (ليَسْجُنُنَّه حتى حين) فإن مجرور حتى فيه منتهى الأحيان مفهومة غير مصرح بذكرها. ويجوز كون تالي المصرح منتهى عنده، لا به، كما يجوز مع "إلى"