للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"إن الله أنزل هذا القرآن فجعله عربيا، وأنزله بلغة قريش، فأقرئ الناس بلغة قريش، ولا تقرئهم بلغة هذيل والسلام".

ص: ومنها "الكاف" للتشبيه، ودخولها على ضمير الغائب المجرور قليل، وعلى أنت وإيّاك وأخواتها أقلّ. وقد توافق "على". وقد تزاد إن أُمن اللبس. وتكون اسما فتجُرّ ويسند إليها، وإن وقعت صلة فالحرفية راجحة. وتزاد بعدها "ما" كافة وغير كافة، وكذا بعد رُبّ والباء. وتُحدث في الباء المكفوفة معنى التقليل. وقد تحدث في الكاف معنى التعليل. وربما نصبت حينئذ مضارعا، لا لأن الأصل كيما، وإن ولي رُبّما اسم مرفوع فهو مبتدأ بعده خبره، لا خبر مبتدأ محذوف، وما نكرة موصوفة بهما خلافا لأبي علي في المسألتين. وتزاد "ما" غير كافة بعد "مِن وعن".

ش: الكاف من الحروف التي تجر الظاهر وحده كحتّى، فكما استغنى في الغاية مع المضمر بإلى عن حتى، استغنى في التشبيه مع المضمر بمثْل عن الكاف. إلا أن الكاف خالفت أصلها في بعض الكلام لخخفّتها، فجرّت ضمير الغائب المتصل كقول الشنفري:

لئنْ كان من جنّ لأبْرَحَ طارِقا ... وإنْ كان إنسانًا ما "كها" الإنسُ يفعلُ

أي ما مثلها الإنس يفعل. ومثله قول الراجز في وصف حمار وَحْش وأُتُن:

ولا أرى بعلا ولا حَلائِلا ... كهُ ولا كهُنَّ إلّا حاظِلا

وقد خولف بها الأصل أيضا فأدخلت على ضمير الرفع وضمير النصب المنفصلين، فقالوا: أنا كأنت، وأنت كأنا، وأنا كإياك، قال الشاعر:

قلتُ إنّي كأنتَ ثمَّتَ لمّا ... شُبّت الحربُ خُضْتُها وكَعَعْتا

<<  <  ج: ص:  >  >>