للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أراد بذي إخوة دريد بن حرملة قاتل أخيه معاوية بن الشريد، وأراد الآخر يوما كان فيه وقعة بين غَسّان ومذحج، في موضع يُعرف بالبلقاء. وقول المبرد رب ينبئ عما وقعت عليه أنه قد كان، هذا هو الأكثر. وأما كون ذلك لازما لا يوجد غيره فليس بصحيح. بل قد يكون مستقبلا، كقول جَحْدر اللص:

فإنْ أهلك فرُبَّ فتًى سيبكي ... عليّ مهذَب رَخْص البنانِ

وكقول هند أم معاوية رضي الله عنها:

يارب قائلةٍ غدًا ... يالهفَ أمِّ معاويَهْ

وكقول سليم القشيري:

ومُعْتصم بالحيّ من خشيةِ الرَّدى ... سيردى وغازٍ مُشْفق سَيَئوبُ

ومثله:

يارُبَّ يومٍ لي لا أُظَلّله ... أرْمَضُ من تحتُ، وأضحى من عَلُه

ومثله:

يا رُبَّ غابِطنا لو كان يطلبكم ... لاقى مُباعدةً منكم وحِرمانا

ولا مبالاة بقول المبرد، ولا بقول ابن السراج، فإنهما لم يستندا في ذلك إلا إلى مجرّد الدعوى، ولو لم يكن غير ما ادّعياه مسموعا، لكان مساويا لما ادّعياه في إمكان الأخذ به، فكيف وهو ثابت بالنقل الصحيح في الكلام الفصيح.

وقد يكون ما وقعت عليه رُبّ حالا كقولك لمن قال: ما في وقتنا امرؤ مستريح:

<<  <  ج: ص:  >  >>