للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثالث: سبب تأليف الكتاب، وموضوعه]

- ذكر الشارح المُنَاويّ في مقدّمة الكتاب سبب انبعاثه لشرح الكتاب، وأنّه استجابةً لسؤال بعض الإخوان له, قال: (هذا تعليقٌ مختصرٌ على الأحاديث التي جمعها شيخ مشايخ الإسلامِ, والعبد الصالح, يحيى النوويِّ, سألني فيه بعض الإخوان, واللهَ أرجو النفعَ به, آمين) (١).

وبناءً عليه أقدَمَ المُنَاويّ في التعليق في الكتاب، وهذه من أقوى الدّوافع، والدّواعي لدى أهل العلم في تصنيف الكتب وتحقيقها.

ثمّ هذا الشرَّح العظيم- شرح الأربعين النووية- من اطَّلع عليه وجد أنّ مؤلّفه الحافظ عبد الرؤوف المناوي رسختْ قدمه في العلم؛ لاهتمامه بفنونٍ شتَّى، وطول باعه في معرفة الحديث وعلومه، وقد اعتنى بهذا الشّرح عنايةً فائقةً، وجعله شرحاً واسعاً يهتمُّ بجوانب علميّة مهمّة؛ كـ الحديثية، والفقهية، واللغوية، وغيرها.

ويصحُّ أن يقال: إنَّ المؤلِّف قد أجادَ في هذا الشّرح، وأفاد من علمي الدّراية والرّواية، الذي هو موضوع هذا الشّرح، وتجده -رحمه الله- يوضّح ما يشكل من متون ألفاظه، ويشرح ما يستغلق من معانيه، ويبيِّن وجوه أحكامه، ويدلّل على مواضع الانتزاع ويستنبط من أحاديثه، ويكشف عن معاني الفقه المنطوية ضمنها؛ وذلك ليفيد النّاس مع الرِّواية: فقه الأحاديث والدراية بها.

وأمَّا موضوع الكتاب:

فهو شرح للأحاديث الواردة في كتاب: (الأربعين النَّوويَّة) , نسبةً إلى الإمام شرف الدِّين يحيى النوويِّ -رحمه الله تعالى-, يقول الحافظ ابن رجبٍ الحنبليُّ -رحمه الله-: (ثمَّ إن الفقيه الإمامَ الزاهدَ القدوةَ أبا زكريا يحيى النوويَّ -رحمة الله عليه- أخذ هذه الأحاديث التي أملاها ابن الصلاح، وزاد عليها تمام اثنين وأربعين حديثًا، وسمَّى كتابه (بالأربعين)، واشتهرت هذه الأربعون الَّتي جمعها، وكثُر حفظها، ونفع الله بها ببركة نيَّة


(١) (ل ٣/أ).

<<  <   >  >>