(٢) هذا جزءٌ من حديثٍ أخرجه الترمذيُّ في أبواب المناقب، باب مناقب معاذ بن جبلٍ وزيد بن ثابتٍ (٣٧٩٠)، والنَّسائيُّ في الكبرى في كتاب المناقب، بابِ أبيِّ بن كعبٍ (٨١٨٥)، وابن ماجه، المقدِّمة، باب فضائل زيد بن ثابتٍ (١٥٤)، وابن حبَّان (٧١٣١) والحاكم (٣/ ٤٢٢) والبيهقيُّ (٦/ ٢١٠) من طريق عبد الوهَّاب بن عبد المجيد الثقفيِّ عن خالد الحذّاء عن أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه مرفوعاً بلفظ: «أرحم أُمَّتي بأمَّتي أبو بكرٍ، وأشدُّهم في أمر الله عُمر، وأصدقهم حياءً عثمان، وأقرؤهم لكتاب الله أبيُّ بن كعبٍ، وأفرضهم زيد بن ثابتٍ، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبلٍ، ألا وإنَّ لكلِّ أمَّةٍ أمينًا، وإنَّ أمينَ هذه الأمَّة أبو عبيدة بن الجرَّاح» .. وقد أخرج البخاريُّ في صحيحه في كتاب المغازي، باب قصَّة أهل نجران (٤٣٨٢) ما يتعلق بأبي عبيدة بن الجرّاح رضي الله عنه فقط، وقد أَعلّ باقيَ الحديث بالإرسال: الدارقطنيُّ في العلل (١٢/ ٢٤٨)، والحاكمُ في المعرفة (٣٨٤) والبيهقيُّ في السُّنن الكبرى (٦/ ٢١٠) والخطيب البغدادي في الفصل للوصل المدرج في النقل (٢/ ٦٧٦ - ٦٨٧)، وابن تيميَّة كما في مجموع الفتاوى (٣١/ ٣٤٢)، والألبانيُّ (في آخِر قوليه) انظر: دراسة حديث: أرحم أمتي بأمتي أبو بكر لمشهور بن حسن (٨ - ٩) وللحديث طريقٌ آخر عند الترمذيِّ رقم (٦/ ١٣٥) رواه عن سفيان بن وكيع، عن حُميدبن عبد الرحمن، عن داود العطَّار عن معمرٍ، عن قتادة، عن أنس، قال الترمذي: (هذا حديث غريب، لا نعرفه من حديث قتادة إلا من هذا الوجه وقد رواه أبو قلابة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، والمشهور حديث أبي قلابة). ولا يصحّ هذا الطريق، فسفيان بن وكيع: قال الحافظ في التقريب (٢٤٥٦): (كان صدوقًا إلا أنه ابتُليَ بورّاقه فأدخل عليه ما ليس من حديثه فنصح فلم يقبل فسقط حديثه) ويظهر أنَّه الذي أخطأ في هذا الحديث فجعله من حديث قتادة، والله أعلم.