هو جبل الثلج المشهور بالأندلس، وهو بإزاء جبل إلبيرة، وهو متصل بالبحر المتوسط، مقتطع بجبل ريه، ويذكر ساكنوه أنهم لا يزالون يرون الثلج نازلاً فيه شتاء وصيفاً. وهذا الجبل يرى من اكثر بلاد الأندلس ويرى من عدوة البحر ببلاد البربر، وفي هذا الجبل أصناف الفواكه العجيبة، وفي قراه المتصلة به يكون أفضل الحرير والكتان الذي يفضل كتان الفيوم. وطوله يومان، وهو في غاية الارتفاع، والثلج به دائماً في الشتاء والصيف. ووادي آش وغرناطة في شمال هذا الجبل، ووجه الجبل الجنوبي مطل على البحر، يرى من البحر على مجرى أو نحوه. وفيه يقول ابن صارة، وأستغفر الله من كتب هذا الاستخفاف " طويل ":
يحل لنا ترك الصلاة بأرضكم ... وشرب الحميا وهو شئ محرم
فراراً إلى أرض الجحيم فإنها ... أحن علينا من شليرٍ وأرحم
فإن كنت ربي مدخلي في جهنمٍ ... ففي مثل هذا اليوم طابت جهنم
[شنتجالة]
في طرف كورة تدمير بالأندلس مما بلى الجوف، ويقال لها أيضاً جنجالة، وإليها ينسب الوطاء الجنجالي لعمله بها.
[شنترة]
من مدائن الأشبونة بالأندلس على مقربة من البحرن ويغشاها ضباب دائم لا ينقطع، وهي صحيحة الهوى، تطول أعمار أهلها، ولها حصنان في غاية المنعة،