وشنتمرية على معظم البحر الأعظم، سورها يصعد ماء البحر فيه إذا كان فيه آلمد، وهي مدينة متوسطة القدر، حسنة التربة بها مسجد جامع ومنبر وجماعة، وبها المراكب واردة وصادرة، وهي كثيرة الأعناب والتين، وبينها وبين شلب ثمانية وعشرون ميلاً.
وإليها ينسب الأستاذ أبو الحجاج يوسف بن سليمان الشنتمرى الأعلم ذو التصانيف المشهورة.
وهي مدينة أولية، وبها دار صناعةٍ للأساطيل، وبإزائها جزائر في البحر ينبت فيها شجر الصنوبر. ومن الغرائب ما ظهر بشنتمرية هذه في عشر الستين والخمسمائة، وذلك صبى يتواصف المحققون ممن عاين أمره أن سنه خمسة أعوامٍ أو نحوها، بلغ مبلغ الرجال وأشعر، وهذا مستفيض عندهم.
[شنت ياقوب]
كنيسة عظيمة عندهم، وهي في ثغور ماردة، وهذه الكنيسة مبنية على جسد يعقوب الحواري، يذكرون أنه قتل في بيت المقدس، وأدخله تلامذته في مركب، فجرى به المركب في البحر الشأمي، ألى أن خرج به إلى البحر المحيط، حتى انتهى به إلى موضع الكنيسة بساحلٍ فيه، فبنيت الكنيسة ليومٍ معروفٍ جعل عيداً لها.
وغز اشنت يا قوب عبد الرحمن بن المنصور أبي عامر سنة٣٨٧، وأوسع أهلها قتلاً وأسراً، وقراها وأسوارها هدماً وإحراقاً، ومن إنشاء القسطلى رسالة إلى الخليفة هشام بن