غاية من السمن، ولا يوجد مهزولاً ألبتة، ويضرب به المثل في ذلك في جميع الأقطار بالأندلس؛ وعلى مقربة من طليطلة قرية تسمى بمغام، وجبالها وترابها الطين المأكول يتجهز به منها إلى مصر والشأم والعراق. وليس على قرار الأرض مثله في لذة أكله، وتنظيف غسل الشعر به؛ وفي جبل طليطلة معادن الحديد والنحاس.
وزعموا أن اسم طليطلة باللطينى تولاظو معناه فرح ساكنوها، يريدون لحصانتها ومنعتها؛ وفي كتاب الحدثان كان يقال: طليطلة الأطلال، بنيت على الهرج والقتال؛ إذا وادعوا الشرك، لم يقم لهم سوقة ولا ملك؛ على يدي أهلها يظهر الفساد، ويخرج الناس من تلك البلاد.
ومدينة طليطلة قاعدة القوط ودار مملكتهم، منها كانوا يغزون عدوهم، وإليها كان يجتمع جيوشهم، وهي إحدى القواعد الأربع، إلا أنها أقدمهن؛ ألفتها القياصرة مبنيةً، وهي أول الإقليم الخامس من السبعة الأقاليم التي هي ربع معمور الأرض، وإليها ينتهي حد الأندلس، ويبتدئ بعدها الذكر للأندلس الأقصى، أوفت على نهر تاجه، وبها كانت القنطرة التي يعجز الواصفوان عن وصفها، وكان خرابها أيام الإمام محمد.
ومن خواص طليطلة أن حنطها لا تسوس على مر السنين، يتوارثها الخلف عن السلف، وزعفران طليطلة هو الذي يعم البلاد، ويتجهز به إلى الآفاق؛ وكذلك الصبغ السماوي.
وأول من نزل طليطلة من ملوك الأندلس لوبيان، وهو الذي بنى مدينة رقابل،