مائة ألف، وسبى مائة ألف، وفرق في الأرض مائة ألف، وانتقل رخامها إلى إشبيلية وماردة وباجة؛ وإنه صاحب المائدة التي ألفيت بطليطلة، وصاحب الحجر الذي وجد بماردة، وصاحب قليلة الجوهر التي كانت بماردة أيضاً على حسب ما ذكر في فتح الأندلس، فإنه حضر خراب بيت المقدس الأول مع بخت نصر، وحضر الخراب الذي كان مع قيصر بشيشيان؛ وأذريان قيصر يذكر أنه من طالقة إشبيلية، وفي سنة عشرين من دولته أنفق ببنيان إيلياء، وكان من مضى من ملوك الأعاجم يتداولون بمسكنهم أربعة من المدن الأندلسية: إشبيلية، وماردة، وقرطبة، وطليطلة، ويقسمون أزمانهم على الكينونة.
وكان سور إشبيلية من بناء الإمام عبد الرحمن بن الحكم، بناه بعد غلبة المجوس عليها بالحجر وأحكم بناءها، وكذلك جامعها من بنائه، وهو من عجيب البنيان وجليله، وصومعته بديعة الصناعة، غريبة العمل، وأركانها الأربعة عمود فوق عمودٍ إلى أعلاها، في كل ركنٍ ثلاثة أعمدة؛ فلما مات عبد الرحمن بن إبراهيم بن حجاج في محرم سنة ٣٠١ قدم أهلها أحمد بن مسلمة، وكان من أهل البأس والنجدة فأظهر العناد، وجاهر بالخلاف، فأخرج إليه عبد الرحمن بن محمد قائداً من قواده بعد قائدٍ، حتى افتتحها على يدي الحاجب يوم الاثنين لخمس خلون من جمادى الأولى سنة٣٠١.
واستعمل عليها سيعد بن المنذر المعروف بابن السليم، فهدم سورها، وألحق أعاليه بأسافله، وبنى القصر القديم المعروف بدار الإمارة، وحصنه بسور صخرٍ