للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وما قام به مصعب بن عمير - رضي الله عنه - نحسبه عند الله مخلصاً , فما ترك دين آبائه , ولا النعمة التي كان فيها ,وما تحمل السجن والتعذيب , إلا دليلاً على إخلاصه ومحبته لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - , وقد شهد له النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك ,فقد قال - صلى الله عليه وسلم - «لقد رأيت هذا عند أبويه بمكة يكرمانه وينعمانه، وما فتى من فتيان قريش مثله , ثم خرج من ذلك ابتغاءَ مرضات الله ونصرة رسوله ...» (١) , ثم ما أرسله النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة إلا عندما رأى فيه الإخلاص , والصدق في متابعة النبي - صلى الله عليه وسلم - وطاعته؛ لذا استحق مصعب بن عمير - رضي الله عنه - من عند الله ثواباً عظيماً , وأجراً كبيراً , فقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه شهيد عند الله يوم القيامة , فعندما استُشهد مصعب بن عمير - رضي الله عنه - في غزوة أحد , مر عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال فيه ومن معه من الصحابة - رضي الله عنهم -: «أشهد أن هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة، فأتوهم وزوروهم، والذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه» (٢) , فرضي الله عن مصعب بن عمير وأجزل له المثوبة , وجعل الفردوس الأعلى مسكنه , إنه سميع مجيب.


(١) الحاكم: مصدر سابق , كتاب الإيمان , باب ذكر مصعب بن عمير العبدري - رضي الله عنه - ,٣/ ٧٢٨ , رقم ٦٦٤٠.
(٢) الحاكم: المصدر سابق , كتاب التفسير , باب من قراءات النبي - صلى الله عليه وسلم - ... , ٢/ ٢٧١ , رقم ٢٩٧٧.

<<  <   >  >>