للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وشرائعه ... ولكنه تعالى مع هذا لم يترك هذه الشبهة، حتى أزالها وكشفها مما سيعرض لبعض القلوب من الاعتراض، فقال تعالى: {قُلْ} لهم مجيبا: {لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} أي: فإذا كان المشرق والمغرب ملكا لله، ليس جهة من الجهات خارجة عن ملكه، ومع هذا يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، ومنه هدايتكم إلى هذه القبلة " (١).

ولقد كان مصعب بن عمير - رضي الله عنه - يواجه الشبه بكل قوة , ولم يتوانَ ولم يتردد في الرد عليها , ففي ذلك اليوم الذي رجع فيه إلى مكة ذهب إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - , ثم جاء إلى أمه فقالت له: " إنك لعلى ما أنت عليه من الصَّبْأَةِ بعدُ! قال: أنا على دين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الإسلام الذي رضي الله لنفسه ولرسوله " (٢) , فأرادت أمه من هذه الشبهة أن تلبس على ابنها وتصده عن الدين الإسلامي , فرد مصعبٌ - رضي الله عنه - مباشرةً وبكل قوة وثبات , فلم يكتفِ ويقول: أنا على دين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحسب , بل قال: الإسلام , ثم زاد وقال: الذي رضي الله لنفسه ولرسوله , وهذا من أعظم ما يدل على جرأة رده وقوته على الشبه ودحض الباطل.

[المبحث الرابع: آداب أسلوب الحوار اللفظية عند مصعب بن عمير - رضي الله عنه -]

إن الآداب اللفظية ينبغي أن تتوافر في المحاور؛ ليضمن سلامة الحوار وسيره باتزان , ويضفي عليه الهدوء والاطمئنان , فيقوده ذلك إلى تحقيق الأهداف بكل يسر وسهولة.


(١) السعدي: مصدر سابق , ص٧٠.
(٢) ابن سعد: مصدر سابق , ٣/ ٨٨.

<<  <   >  >>