لا شك أن للمدرسة تأثيراً كبيراً على الطالب , ولها جانب تعليمي وتربوي لا تمتلكه الأُسر , ولا الكثير من المؤسسات الاجتماعية , فهي صرح تعليمي تربوي لها القدرة الكافية في تنشئة الأجيال وتربيتهم؛ لما لها من إمكانات ومصادر تعليمية مهيأة؛ وما تحويه من كوادر بشرية متخصصة. فالمدرسة لها أثر كبير في التأثير بأبنائنا , وغرس القيم الإسلامية والآداب الشرعية في نفوسهم , وإكسابهم المهارات والفنون.
والحوار فن ومهارة يحتاج إلى تعليم وتطبيق , والمدرسة كفيلة في ذلك كله؛ لذلك لا بد من بيان بعض التطبيقات التربوية للحوار في المدرسة.
فمن خلال اجتماعات مصعب بن عمير - رضي الله عنه - مع الأنصار في المدينة حرص على تفعيل أسلوب الحوار التربوي من بين الأساليب التربوية الأخرى؛ لما له من تأثير ونتائج إيجابية , بل حرص على تهيئة المكان للحوار من خلال دخوله في حائط من حوائط بني ظفر (١).
فمن هنا يتعين على مدير المدرسة تفعيل الحوار وتضمينه في الاجتماعات المدرسية مع زملائه المعلمين , وإعطاء الحرية لكل معلم في إبداء رأيه؛ لما في ذلك من حل للمشكلات المدرسية , وتقارب للقلوب وتماسكها.
كما يحرص المعلم أن يكون ممتثلاً لتطبيق الحوار مع أبنائه الطلاب وبخاصة في داخل حجرة الصف , سواءً في المنهج المدرسي , أو كأسلوب تربوي لحل الإشكالات بينه وبين طلابه.