للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[المقدمة]

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على النبي الأمين , وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فإن تربية الأجيال والاعتناء بهم من أهم ما ينبغي العناية به والتركيز عليه , وذلك من خلال عدة قنوات تساهم في السير بالأجيال الصاعدة إلى سلم الكمال , ومن تلك القنوات المهمة في تربية الناشئة العودة بهم إلى سير السلف الصالح رحمهم الله وقراءتها والاستفادة منها في واقعنا المعاصر , ويأتي على رأسهم صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهم أفضل هذه الأمة على الإطلاق , والمثل العليا , والقدوات التي رسمت لمن جاء بعدهم الطريق الصحيحة للتعامل مع كافة المعطيات التي تواجه الإنسان في حياته , فقد أثنى الله عليهم في كتابه حيث قال عز وجل: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (٢٩)} (١) , فصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفضل هذه الأمة وخيرها فقد قال عليه السلام: ((خير الناس قرني , ثم الذين يلونهم , ثم الذين يلونهم ...)) (٢).


(١) سورة الفتح: آية (٢٩).
(٢) البخاري: صحيح البخاري , دار طوق النجاة , بيروت , ط١ , ١٤٢٢هـ , كتاب أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - , باب فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - , ٥/ ٣ , رقم ٣٦٥١.

<<  <   >  >>